أَينَ مَاضِيكِ - أُمَّتي - هَلْ تَلَاشَى ؟! = مِنْ لَهِيبِ الأَرزَاءِ يشكُو لَظَاهَا
أَينَ إِشرَاقُكِ الَّذي دَامَ زَهوًا = أَينَ أَعلَامُكِ الَّتي في عُلَاهَا
أَيُّهَا البَدرُ يَا نَدِيمَ الَخوَالي =يَا حَلِيفَ السَّمَاءِ رَغمَ دُجَاهَا
قُمْ إلَى الأَمسِ ، حَدِّثِ الكَونَ عنَّا = لَا تخَفْ مِنْ أَعْدَائِنَا ، وَ جَفَاهَا
وَ احْكِ لِلأبْنِ عَنْ شُمُوخٍ ، وَ نَصرٍ = بِجِهَادٍ ، وَ شِرعَةٍ ، وَ هُدَاهَا
وَ احْكِ كَيْفَ التَّاريِخُ حينَ تَرَاءَى = دَوحَةً فَاحَ زَهْرُهَا بِشَذَاهَا
كَانَ عَصرًا بِالأُسْدِ يَأبَى انْهِزَامًا = جَاءَ عَصرٌ أَشقَى المُنَى وَنَهَاهَا
دَولَةُ الأَمسِ فِي ضَمِيرٍ ، وَ رُوحٍ = عِظَةٌ لِلأجيَالِ تَحْذُو خُطَاهَا
أمَّتِي يَا عِزَّ الجِدُودِ ، وَ مَجْدٍ = أُمَّتِي يَا شَذَا الدُّنَا وَ صِبَاهَا
أُمَّةٌ عَذْرَاءُ ازْدَهتْ بِإبَاءٍ = مَا تَهَاوَتْ ، وَلَا الغَوَاءُ رَمَاهَا
خفَقَتْ فِي القُلُوبِ ذِكرَى صِبَاهَا = زَلزَلَتْ في الأَعمَاقِ نَجوَى هَوَاهَا
وَ نجُومٌ فِي الكَونِ تَزهِي ضِياءً = وَ ثِمَارٌ فِي الأَرضِ تَعلُو رُبَاهَا
وَنِسَاءٌ كُسِيِنَ عِزًّا ، وَ دِينًا = وَ رَفَعْنَ الأَذكَارَ ، تَدعُو الإِلَهَا
سُلَّ سَيفُ الحُقُوقِ فَوقَ مُلُوكٍ = وَ ارْتَضَى الكَونُ شِرعةً وَ سَنَاهَا
أَيْنَ مِنَّا عُرُوبَةٌ لَو غَفَا فِيـْ = نَا صُمُودٌ ، وَ عِزةٌ وجُذَاهَا
مَجْدُنَا كَالهِلَالِ يَبْقَى تَلِيْدًا = رَاسِخَ العُمْقِ كَالسَّمَا ، وَ مَدَاهَا
وَ المُنَى فِي الحُرُوبِ تَصبُو المَنَايَا = كَي تَنَالَ الْجِنَانَ بَينَ رَحَاهَا
رِحْلَةُ العُرْبِ فِي عُيُونِ الأَمَانِي = مِثلَ شَدْوِ الأَطْيَارِ عِنْدَ لُقَاهَا
وَ كَحَادِيْ ( الْأَظْعَانِ ) بَينَ ظِلَالٍ = وَ نَسِيمُ الأَزهَارِ يَجنِي شَذَاهَا
كَاليَوَاقِيتَ فِي ضِرَامٍ وَ بأَسٍ = مَا خَشَتْ مِنْ نَارٍ ، وَلَا مِنْ لَظَاهَا
وَ بَلَغْنَا فِي الكَونِ شَأوًا عَظِيمًا = قَد غَدَا فِي الحَيَاةِ مِثْلَ حَيَاهَا
كَسَنَا الشَّمسِ يُرْسِلُ النُّورَ هَديًا = وَ تُبَاهِي الأَقمَارَ عِندَ سَمَاهَا
خُلَفَاءُ الرَّسُولِ فِينَا ضِيَاءٌ = قَد سَرَى فِي الحيَاةِ حَتَّى غَشَاهَا
حَينَ خَاضُوا العَوَانَ مِنْ أَجْلِ دِينٍ = رَفَعُوا أَعلَامَ الهُدَى لِعُلَاهَا
أيُهَا المَرْءُ قَد غَفَا عَنْكَ أَمْسٌ = سَلْ حُصُونَ الأَجْدَادِ بَينَ رُبَاهَا
وَ اسْأَلِ (الرُّومَ) ، وَ اسْألِ (الفُرسَ) عَنَّا = عَنْ فُتُوحٍ وَ النَّصرُ فَيهَا زَهَاهَا
وَ اسْأَلِ الأَرضَ وَ السَّمَاءَ ، وَ بَدْرًا = وَ لُقَى القَيْظِ بِالفَلَا وَ ثَرَاهَا
وَ اسْألِ (الشَّامَ) ، وَ( العِرَاقَ) ، وَ ( مِصْرًا) = وَ اسْألِ (الصِّينَ) وَ الجُوَارَ تَلَاهَا
أُمَّةٌ فِي الحُرُوبِ بَاعَتْ حَيَاةً = وَاشْتَرَتْ بِالأروَاحِ فَجرًا دَعَاهَا
إنَّهُ المُلْكُ دَامَ فِينَا دُهُورًا = إِنَّهُ الشَّرْعُ وَ ازْدَهَى بِهُدَاهَا
قَد خَبَا المُلْكُ وَ الحُصُونُ تَهَاوَتْ = وَ دُرُوبُ العَزْمِ الفُتُورُ غَشَاهَا
وَ رَمَى الدَّهرُ ما رَمَى مِنْ رَزَايَا = وَ ارْتَضَينَا بِشِقوَةٍ وَ رَدَاهَا
لَا تَلُومَنَّ عُصبَةً أَو زَمَانًا = إِنَّمَا النَّفسَ وَ الْغَوَى قَد رَعَاهَا
أُمَّةٌ فِي العُصُورِ شَادَتْ رِجَالاً =كَيفَ تَهْوِي والوَيلُ غَصْبًا أَتَاهَا
لَمْ تَنَمْ مِنْ أَحزَانِهَا حِينَ هَامَتْ = وَ اكْفَهَرَّتْ بِاليَأسِ حَتَّى غَزَاهَا
ثُمَّ تَسْتَصرِخُ العُلَا بِسَرَابٍ = ثُمَّ تَسْتَوهِبُ العَفَا مِنْ عِدَاهَا
شَيَّعتْ في صَدرِ النَّهَارِ إبَاءً = نَخْلُهَا مِنْ أشْجََانِهَا قد رَثَاهَا
وَ إِلى مِا نَصبُو ، وَ نَفْسٌ بِبأَسٍ = وَ الرَّدَى جَابَ وِحْدَةً وَ فنَاهَا
ضَاقَ وَجْهُ الأَرضِ ، اشْتَكَى مِنْ بُغَاةٍ = وَ الفَلَا رَهْنُ رَحْمَةٍ وَ سُقَاهَا
هَلْ شَجَانا أنَّ البَلَاءَ عَظِيمٌ ؟ = وَ سَعِدنَا مِنْ صَرخَةٍ وَ صَدَاهَا ؟
هَلْ أَضَعنَا الوُعُودَ بَينَ التَّمنِّي ؟ = غَيرُنَا قَد أسرَى بهَا وَرَعَاهَا
هَلْ حَسَبنَا أَمجَادَنَا ظِلَّ رَسْمٍ =فَتَرَكْنَا الأَمجَادَ تَلقَى فنَاهَا
هَلْ شَكَا الحُبُّ لِلزَّمَانِ البَرايَا = وَ شَكَا الْمَوتُ لِلْقُبورِ ثَرَاهَا
وَيحَنَا كَيفَ غَابَ عَرْشُ الخَوَالي = غَابَ عنَّا فِي لَيلَةٍ وَ ضُحَاهَا
فَقِفِي يَا أُخْتَ الإِباءِ حِدَادًا = إنَّ شَمْسَ الْعُرْبِ انْزَوَت عَنْ سَمَاهَا
بَينَ أَهوَالِ اليَومِ تَلْقَى جَفَاءً =تَرتَجِي الفَجْرَ أنْ يُعِيدَ سَنَاهَا
لَا يَرَى الْفَجْرُ غَيرَ أَحْزَانِ قَوْمٍ = لَا يَرَى فِي الآفاق إلاَّ سِوَاهَا
أُمَّةٌ بِالنُّوَاحِ تَغْفُو ، وَ تَصْحُو = قَد غَزَاهَا الشَّقَاءُ حَتَّى دَمَاهَا
هَبْكِ أدْمَيتِ بِالبُكَاءِ عُيُونًا = هَلْ تَعُودُ الأَمجَادُ عِندَ عُلَاهَا ؟
هَبْكِ أَرْوَيْتِ بِالنِّدَاءِ طُلُولًا = هَلْ يثُورُ الفُرسَانُ صَوبَ حِمَاهَا ؟
كَيفَ نَبنِي خِلافةً لَو تَلاشَى = عَزمُنَا فِي دَربِ الغَوَى – وَ دَهَاهَا
كَيْفَ نَبنِي ، وَ (الْبَيْتُ) طِفْلٌ جَرِيحٌ = كَيفَ نَبْنِي وَ البَغْيُ يَغْشَى رُبَاهَا
مَا لَكُمْ يَا دَوَاعِشَ الزِّيفِ - أَنْتُمْ = عُمَلَاءُ الْعِدَا ، وَ سَيفُ حِمَاهَا
هَا هِيَ الْقُدسُ قَد هًوتْ ، أيُّ أَنصَا = رٍ لَهَا يَتْرُكُونَهَا فِي بُكَاهَا
أَيُّ أَرْضٍ لَكُمْ أَحَقٌّ بِفَتْحٍ = دَارُ هَدْيٍّ يِهَا الهُدَى قَد عَلَاهَا ؟
أَمْ دِيَارٌ بِهَا العُدَاةُ أَقَامُوا = وَ اسْتَبَاحُوا عُرُوشَهَا ، وَ لِوَاهَا
تَقْتِلُونَ الْمُوَحْدِينَ جَهَارًا = وَ الأَيَامَى بِصَرْخةٍ ، وَ شَكَاهَا
فَأَفِقْ يَا (ابْنَ العُرْبِ) وَ اصْحُ بِعَزْمٍ = وَ اسْحَقِ الشَّرَ، وَ العِدَا ، وَ دُمَاهَا
نَحْنُ شَعبٌ ، وَ أُمَّةٌ ، وَ إبَاءٌ = وَ دِيارٌ بِالأُسْدِ تَصْبُو حمِاهَا
فَلْتَقُومِي إِلِى الوُجُودِ بِعَزمٍ = وَ استَرِدِي شَمسَ الوَفَا وَ ضُحَاهَا
رُبَّ يَومٍ تَأتِي اللَّيَاِلِي (بِبَدرٍ) = وَ نجُومٍ تُحيِي السَّمَا ، وَ سَنَاهَا
يَا يَدَ الشَّرِ لَا يَغُرَّنَّكِ الصَّمْ =تُ – فَصَمْتُ اللُّيُوثِ يَدعُو لَبَاهَا
إِنَّ يَومًا بِالنَّصرِ حَتمًا سَيَأتِي = وَ المَنَايَا تَسْعَى الوَغَى وَ رَحَاهَا
تَلتَقِي (قُدسُنَا) (بِزَيتُونَ) أَرضٍ = تَستَعِيِدُ الآمَالَ ، تَسمُو رُبَاهَا
وَ نَشِيدُ الأَحرَارِ يَعلُو سَمَاءً= وَ نِسَاءٌ كَالأُسْدِ تَحمِي رُبَاهَا
وَ اكْسَرِ القَيدَ يَا فتًى – وَابْنِ مَجْدًا= إنَّ عَزْمَ الشُّعُوبَ سِرُّ عُلَاهَا
أَدْركِ الصُّبحَ فَالشُّمُوسُ ضِيَاءٌ = وَ عُيُونٌ بِالحُبِّ تَصْبُو سَنَاهَا
أَحَرَامٌ إذَا الَّربِيِعُ أتَانَا ؟ = أَحَرَامٌ عَلَى الزُّهُورِ شَذَاهَا