لهواة ومحبي الشعر نظرا لطول القصيدة تم نشرها بمتصفحين متتاليين
( الخلافةُ ) قصيدة في مئة وستة عشر بيتا على البحر الخفيف شعر : عصام كمال
...............................................................................................
يَا هُدَى الرُّوحِ قد زَهَا بكَ كَونٌ = ( مُصْطَفَى ) مُنيَةُ الوَرَى ، وَ هَدَاهَا
حِينَ أشرَقْتَ مِنْ سَنَا ، وَ ثَنَاءٍ = عَادَ لِلْأَرضِ صَحْوُهَا ، وَ شَذَاهَا
ضَاءَ بَيتَ الإلَهِ نُورٌ وَهيجٌ = وَ سَرَى النُّورُ في الدُّنَا وَ كَسَاهَا
حِينَهَا صَافَحَ الوُجُودُ سَلَام = غَرَّدَ الطَّيرُ في السَّمَا وَ زَهَاهَا
قِيْلَ : يَا مَاءُ عُدْ إلى الأَرضِ طَوعًا = وَ ارْوِ بِالحُبِّ نَبْتّةً وَ جُذَاهَا
أَنتَ كَالبَدرِ فِي تَمَامِ كَمَالٍ = وَ تُبَاهِي بِكَ النُّجوُمُ سَمَاهَا
رَافَقتْكَ النُّفُوسُ شَوقًا لَغَوثٍ = بَعدَما قَارَبَ الوَهَى مُنتهَاهَا
بَعدمَا هَالَها العَنَاءُ دُهُورًا = حُجِبَ النُّورُ ، وَ الهُدَى عَنْ ضُحَاهَا
عَادَتِ الأُمنيَاتُ تَزهي وَجُودًا = وَ الرِّضَا فِي القُلُوبِ بَعْدَ جَفَاهَا
عَظُمَتْ نَفسُكَ الجَليَّةُ عَدلًا = وَ سَرَى في الأَكوَانِ وُدٌّ غَشَاهَا
دَعوَةٌ قَد تَسَاقَتِ الرُّوحُ منْهَا= أَنشَدَتْ : أَيُّهَا الرَّجَا احْمِلْ لِوَاهَا
وَ ارْسِلِ النُّورَ لِلوُجُودِ فَيَسرِي = فِي قُلُوبِ الأَنَامِ يَمحُو قَسَاهَا
قَد رَأَى المُشْرِكُونَ هَدْيًا وَضِيئَا = وَ رَأَوُا مِنْ شَفِيفِ رُوحٍ سَنَاهَا
وَ مَشَتْ فِي خُطَاكَ آمَالُ قَومٍ = تَرتَجِي الُّطهْرَ ، وَ التُّقَى ، وَ هُدَاهَا
وَ إذَا البَيتُ طَهَّرَتْهُ نُفُوسٌ = وَإذَا الأَرْضُ سبَّحَتْ مَنْ دَحَاهَا
وَ إذا بالجَفَاءِ يَغدُو وُدَادًا = وَ إذَا بِالثِّمَارِ يَزْهِي نَمَاهَا
وَ إِذَا بِالنَّسِيمِ يَهْفُو أَرِيِجًا = وَ إذَا بِالأَقدَارِ يَسرِي رِضَاهَا
سبَّحَ المُلْكُ ، وَالمُلُوكُ تَوَارَوُا = خَرَّتِ الأُسْدُ خَشْيَةً ، وَ لَبَاهَا
أُمَّةُ الحَقِّ تَنْتَشِي بِصَلَاةٍ = وَ لِقَاءُ الأَذَانِ يَمحُو دُجَاهَا
وَ اسْتَظَلَّ النَّاسُ الهُدَى وَ إخَاءً = وَ بَكَا المَرْءُ مِنْ ذُنُوبٍ أَتَاهَا
سُنَّةٌ بِالأَخيَارِ تَجِري رَوَاءً = وَ الدُّنا (بِالفُرقَانِ) تَجنِي هُدَاهَا
عَزَفَ الطُّهْرُ ، وَ النَّقَاءُ علَى نَبْـــ = ضِ قُلُوبٍ ، وَ حَمْدُهَا قَدْ زَهَاهَا
بِأَبِي أَنْتَ -يَا ( رَسُولاً ) - وَ أُمِّي = فَقُلُوبٌ رَحِمْتُهَا مِنْ أَذَاهَا
أَنتَ فِينَا فَلَا نَهَابُ مُصَابًا = أَو جُنُوحًا يَغْشَى الوَرَى مِنْ غَفَاهَا
أَنتَ نُورُ الإسَلَامِ يَسري وَهَاجًا = أَنْتَ شَمْسِ الدُّنا اسْتَبَاحَتْ مَدَاهَا
كُلُّ مَنْ جَاءَ بَابَكَ العَدلَ يَلْقَى =بَهْجَةَ الرُّوحِ ، وَ الإِخَاءُ سُقَاهَا
أَدَبُ العَارِفِينَ يَمحُو ظَلَامًا = ظُلمَةُ الجَاهِلِينَ تَلْقَى رِثَاهَا
قَد سَلَكْتَ الطَّريقَ رَغمَ أَذَاةٍ = لِلْهُدَى وَ الآمَالِ تَدعُو الْإِلَهَا
وَ مَلَكْتَ الأَنَامَ وَ الكَونَ- طَوعًا = لَا بِسَيْفِ الوَغَى وَلَا بقَنَاهَا
يَتَوَالى الفُرسَانُ صَوبَ ثُغُورٍ = وَ سَرَايَا الإِيمَانِ يَعلُو لِوَاهَا
مِثلَ مَوْجِ البِحَارِ يَدْفعُ لُجًّا = صَوبَ مَرسَى الأمَانِ يصْبُو لُقَاهَا
يَا (بَشِيرًا) : نَفْسٌ بِبَابِكَ حَيْرَى = يَستَغيثُ المَرءُ النَّجَا مِنْ غَوَاُهَا
لَو مَشَينَا علَى خُطَاكَ لَسِرنَا = لِلْعُلَا ، والرِّضَا بِنَفْسٍ شَذَاهَا
الْوَرَى فِي الرَّدَى ، وَ أَوهَامِ فِكْرٍ = يَعبَثُ الشَّرُ فِي الدُّنا ، فَدَمَاهَا
أَرسَلَ (الغَرْبُ) زَادَ لَهْوٍ ، وَ لَغْوٍ = فَانْتَشَينَا وَ النَّفْسُ لَاقَتْ شَقَاهَا
مِثلَ طِفلٍ والنَّارُ حَولَ دُمَاهُ = فَارْتَمَى فِي النِّيرَانِ حَتَّى جُذَاهَا
ثُمَّ قَالُوا : جَاءَ الرَّبِيعُ إِلَينَا = وَ الزُّهُورُ اليَومَ الْتَقَتْ بشَذَاهَا
كَانَ حُلْمًا وَ مُنيَةً لِشُعُوبٍ = إِنَّمَا سَيفُ الغَدرِ أَجْرَى دِمَاهَا
كُلُّ أَمرٍ نَصبُو لَهُ بِرَجَاءٍ = خَلْفَ طُعْمِ الأَعدَاءِ نَفْتَحُ فَاهَا
وَ خَرِيفٌ أَتَى الشُّعوُبَ وَ خَارَتْ =كَالسُكَارَى تَأَسُو علَى منُتَهَاهَا
وَ رَبيعٌ (لِلغَربِ) جَاءً وَفَاءً = وَ دِمَاءً (لِلعُربِ) يَروِي ثَرَاهَا
أُمَّةٌ النُّورِ– وَ الأَسَى يَعتَرِيهَا- = قَد شَكَتْ رَجْفَةً ، وَ لَيْلاً دَجَاهَا
وَهَنَتْ وَ الأَهوَالُ بَينَ رُبَاهَا = جَلَسَتْ وَ الخَرِيفُ طَوْعًا أتَاهَا
تَدفَعُ الشَّرَ بِالتَّمنِّي وَ تَبكِي =سَطوْةَ البَأسِ وَ الوَهَى قَد غَزَاهَا
وَ قَلِيلُونَ قَد أَضَاؤا شُمُوعًا = وَكَثِيِرُونَ عِنْدَ لَيْلٍ غَشَاهَا
تَذْكُرُ العَهدَ ، وَ الخِلافَةُ تجِني = - فِي دِيَارِ الإِسلَامِ زَهْرَ صِبَاهَا
هَلْ تَناسَى الأَعْدَاءُ أمجَادَ عُرْبٍ = كَيفَ كُنَّا وَعْدُ الدُّنَا ، وَ سَنَاهَا
بَدرُ أَمْسٍ طَافَ البِحَارَ نَدِيمًا = وَ زَهَا الأَرضَ بِالوَفَا – وَ بهَاهَا
يتبع.....