شقراء مرت
شقراءُ مرَّتْ بالفؤادِ على عجلْ = لَكنَّها غرَسَتْ هوَاها في المُقلْ
قُمتُ الليالي سائلاً عن دربِهَا = أُلْقِي السؤَالَ على الفيافي والدُّولْ
عينُ المها من هدبِها غارتْ ومِنْ = حَوَرٍ كسا الأجفانَ قامتْ للغزلْ
والشَّمسُ حلَّتْ في الجدائلِ كالذَّهبْ = فيها الوميضُ وفي الجدائلِ، مَنْ جدلْ
أردانُها عطرُ المساءِ وشالُهَا = قد عافَ تيهًا كلَّ وردٍ والحُللْ
تمشي إذا شاءتْ على ماءٍ جمدْ = وإذا تثنَّتْ في الخطا هاجَ الكسلْ
فكأنَّها بين الجوانحِ قد غَدَتْ = ريمًا بطرفِ السَّهلِ حَنَّتْ لِلقُبلْ
مرَّتْ عليَّ ولمْ أكنْ بالغرِّ أو = صيَّادَ غزلانٍ يهيمُ على وَجَلْ
قد صابني سهمُ الهوى في مقتلٍ = فاعجبْ. قتيلٌ قد يُداوي مَنْ قَتَلْ
كُنتُ القتيلَ ولا دَمٌ منِّي جرى = والعقلُ منِّي قد تولَّى للخَطَلْ
قلبي حريقٌ فاسألوا أينَ اللهبْ = أينَ المداوي بعد أنْ جنَّ الأجَلْ
كاللحنِ همتُ أُسائلُ الأطيارَ من = وادٍ لوادٍ علَّ جرحي يندملْ
والقلبُ يهدأُ في ضلوعي أو أرى = حين الكرى حلمًا جميلاً قد هطلْ
بين الدروبِ فأكتفي من وصلِها = بالحلمِ يسري في عروقي كالعسلْ
مرَّتْ ظنوني من أمامي كالردى = كيف الجراحُ تشعَّبتْ مثل الأسلْ
حتى أصابتْ في المدى قلبَ الندى = والصبحُ من غير الندى ذاقَ المللْ
فارفقْ بنا يا عطرُها وانشرْ على الْـ = أيَّامِ ذكرانا ربيعًا للأملْ
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
24 أبريل 2014