آهٍ ، وَ آهٍ ، وَ صدورٌ تغتَلي
نَارٌ ، وَ جَمرٌ ، وَ قُلوبٌ تنصَهرْ
يا وَلَدِي :
لا، لنْ تَكُونَ مثلَهمْ
لَا ، لَنْ تكونَ غيرَ سَيفٍ عَرَبيٍّ ، قَاطِعٍ
لَا لجسورِ الشَّرِ جُندًا ، وَ حِمَى
( الغربُ ) بالأحقادِ كالنِّيرانِ تُلقي جمْرَهَا
وَ العُملاءُ كَالأفاعي ، وَ الجَرادِ المُنتشرْ
(العُربُ) في صمْتِ القُبُورِ كُفِّنُوا
يا وَلَدِي :
كَيفَ المَسيرُ ، وَ المَصيرُ كَالسَّرابِ قَد بَدَا
صِرنَا سُكارَى وَ الأسَى فِينَا ، وَ مَا نَحنُ سُكَارَى ، إنَّما
مِنْ غُرْبَةِ النَّفسِ ، وَ صَولاتِ العدَا
وَ منْ وُجُومٍ قد غشَى صَمْتَ الفَزَعْ
قَد أظلَمَ الصُّبحُ عَلينَا ، وَ الجُسورُ هُدِّمتْ
تَقطَّعَتْ عُرُوبةٌ
أشْلَاؤهَا في كُلِّ أرضٍ تنَتَفضْ
نَاحَ الزَّمَانُ ، وَ استَوَى الغَدرُ عَلى الأدوَاحِ يُلقِي بأسَهُ
ثُمَّ اشتَرَى الفَجرُ الأَمَانَ منْ سَلامٍ يَحْتَضرْ
ثُمَّ ارْتدَى الصُّبحُ لبَاسَ الغَيمِ غَصبًا ، وَ ابْتَكَى
وَهْمٌ سَبَى حُلْمًا وَ رَاحَ يَنْتَشِي
غُصْنٌ ، نَعَى غُصْنًا وَ خرّ ذَاوِيَا
وَ الحُبُّ يرنُو بينَ غَوثٌ ، وَ فَنَى
يا وَلَدِي :
لَا ، لَا تَلُذْ حينًا بأوهَامِ العِدَا
العَزمُ تَاجٌ ، والصُّمُودُ دَوْلَةٌ
فَكُنْ على (الكِتَابِ) خيرَ مُؤتَمِنْ
وَ سِرْ علَى دَربِ الرَّسُولِ (المُصطَفَى)
وَامْضِ إلى الأَمَامِ وَ ابنِ عزَّةً
وَ خذْ نِداءَ الحَقِّ ، وَ اضرِبْ بِعصَاكَ الأرضَ ، وَ احشُرْ في الثَّرى أعدَاءَنَا
يا وَلَدِي :
لَا ، لَا تَنَمْ ، وَ اخلَعْ رِداءَ القَهْرِ ، وَ اصنعْ مَجْدَنَا