مزمار داوود
أَسْلَمْتُ بَعْضِي نَسِيْمًا هَلَّ مِن سِيْدِي = فَكَانَ وَصْلِي حَلالاً فِي مَوَاعِيْدِي
نَاحَتْ عَلَى الأَيْكِ عَنْقَاءٌ بلا غَرَضٍ = وَ الفَجرُ مَعْقُودٌ فِي طَرْفِ الأَنَاشِيْدِ
أَخْبَرْتُها أنَّ عمرَ الهَوَى صَمَدٌ = قَدْ آابَ مِن قفرِ تَكوِيْنِي إِلَى عِيْدِي
إِذْ مِن ثَنَايَا الدُّمُوعِ اللّيْلُ يَهجُرُنَا = وَيَكْتُبُ الوَصْلَ فِي عُودِي ألا عُوْدِي
يَا سَاكِنًا كُلَّ أَحْزَانِي وَ يَشْبِهُنِي = فِي لَحْظَةِ الهَجْرِ نَايٌ مِن أَغَارِيْدِي
كَالغَيْمِ أنْهَارُ حُزنِي سَالَ مِن شَفَقٍ = عَلَى دفوفِ الهَوَى فِي قَلْبِ مَعْبُوْدِ
يَا سَاكِنًا كُلَّ أَفْرَاحِي عَلَى الوَسَنِ = تَخفِي شِرَاعَاتِ بَحْرٍ مِنْ سَنَا عُوْدِي
دَعْ عَنْكَ وَجْدًا وَقَلْبًا عَاشَ فِي نَكَدٍ = خَلِّ الأَغَانِي عَلَى وَجْدِ المُنَى جُوْدِي
أَنْتِ التي جَنبَ سَمْعِي ضَرْبُ أُغْنِيَةٍ = رَنّاتُ نَاقُوسِ عِيْسى فَرْحَ تَعْمِيْدِ
أَنْتِ التي بَعْدَ إِنْشَادِي عَلَى وَتَرٍ = كَالصُّبْحِ إِذْ بَانَ مِن مِزْمَارِ دَاوُوْدِ
وَفِي سُكُونِ المَدَى صَارَ الصَّدَى صَفَدًا = قُرْآنَ يُتْلَى عَلَى خَوْفٍ وتَنْهِيْدِ
أَسْلَمْتُ كُلِّي لَكِ الآنَ الشَّبَابَ عَلَى = شِيْبِي وَعَصْفٌ أَتَى مِن بَابِ تَوْحِيْدي
عَيْنٌ بَكَتْ فِي خُضُوْعِ الرُّوْحِ لِلْبَدَنِ = وَ عَيْنُ رَبِّي عَلَى سُهْدِي وَتَجْوِيْدِي
عِطْرُ الهَوَى فَاحَ أَنْوَارًا عَلَى غَدَقٍ = وِ البَوْحُ مَذْمُومُ فِي دَرْبِ المَسَاعِيْدِ
كَالنُّوْرِ إِنْ لاح مِن شَمْسٍ عَلَى قَزَحٍ = غَابَت طُيُوْفُ الرِّضَا مِنْ سَعْدِ مَسْعُوْدِ
أَهْوَاكَ يَا حُبُّ وَ العِشْقُ الحَلالُ سَرَى = كَاللَّحْنِ مِنْ خِدْرِ مَحْبُوْبِي إِلَى بِيْدِ
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
21 أكتوبر 2012