مطر
وفَجّرتُ الحَيَاةَ كَمَا انبَثَق
فَجرٌ مَدَاهُ عَابِرُ الأُفُق
هَذِهِ الدُّنيَا قَصِيدٌ
كَفَّنُوهَا فِي الغَسَق
ثُمَّ أَلقَى لِلوَلِيدِ
غَيبُوبَّةً مِنَ الشَّفّق
فارتَمَى فَوقَ الحَدِيدِ ثُمَّ اتَّسَق
هَل يُعَاوِدُنَا الحَنِينُ إِلى
عِشقِ مَن عَشِق
أَم نُعَاوِدُ الرَّحِيلَ
فِي سَمَاءٍ بِلا رُّوحٍ أَو وَثَق؟
يَا سَاكِنًا قَلبِي المُعَنَّى لا تُبَالِي
إِنِّي غَدًا أَمضِي
و قَد تَمضِي إِلَيكِ اللَّيَالِي
تَسكُبُ المَكنُونَ فَوقَ جَزَائِرٍ
مِنَ الشَّوقِ المُحَلَّى بالجَلالِ
و تَصنَعُ الفَجرَ المُعَذّبِ بالغِنَاءِ
مَاشيًا نَحوَ انبِثَاقِ فَجرٍ تَالِي
هَكَذَا الفَجرُ مَقسُومٌ
فِي انفِلاتةِ الضُّحى و خَيبَةِ الآَمَالِ
لا تَسأَلِينِي إِن كُنتُ قد ضَيَّعتُ فِي الأَمسِ ابتِهَالِي
فإِنِي اليَومَ أَبكِي
فَهَل تَدرِينَ حَالِي؟
يَا سَاكِنًا قَلبِي
لا تَقُل لِي مَتَى الرَّحِيلُ؟
فالشَّمسُ تَبقَى والأَغَانِي
فاسكُبِي فِي الدُجَى هَمسَ ارتِحَالِي
وعذِّبِي مَن كَانَ يَومًا
رَهنَ اعتِقَالِ المَعَالِي
إنِّي قَد بَرَّأتُ نَفسِي
حِينَ غَدًا صُبحُ الهَوَى
مُلقَى
بَينَ ضَفَّتَينِ مِن رِمَالِ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر