خانت غنائي
قُلْ لِحَسْنَاءَ: إِنْ عَصَيْنَا فَمُوتِي = سَوفَ أَرْضَى مِنكِ الَّذِي قَدْ بَرِيْتِ
كُلُّ دَرْبٍ إِلَيْكِ كَانَ عَلَيْنَا = كَالكِتَابِ المُبِيْنِ حَتَّى رَضِيْتِ
وَرَوَيْتُ الشِّعْرَ الغَزِيْرَ طويْلاً = مِنْ قَوَافِيْكِ وَ انْتَهَى إذْ نَهِيْتِ
كُنْتِ فِي أَحْلامِي إلاهًا مُطاعَا = حَسْبُكِ العُمْرَ طَاعةً هَلْ عُصِيْتِ؟
أَخْبِرِيْنِي عَنْ هَاجِسٍ قَدْ كَوَانِي = حَدِّثِيْنِي أو غَادِرِيْ حَيْثُ شِيْتِ
صَمْتُكِ اليَوْمَ رِيْبَةٌ فَاصْدُقِيْنٍي = لَسْتُ أَغْفُو عمَّا جَرَى مَا حَيِيْتِ
وَاعْلَمِي عَنِّي مُهْجَتِي أَوْجُ نَارٍ = لَنْ تُطِعْ أَمْرًا لِلْهَوَى إِنْ مَضِيْتِ
سَوفَ أَسْرِي وَاللَّيلُ صَحْبِي وَصَحْبِي = سَوفَ يَكْسُو كُلَّ المُنَى إنْ نَسِيْتِ
لَسْتُ بالعَاشقِ الَّذي يَرْتَضِي مِنْ = حِبِّهِ الهجرَ بَلْ يَفِي مَا وَفِيْتِ
أَخْبَرُونِي: حَسْنَاءُ خَانَتْ غِنَائِي = وَاشْتَهَتْ يَاقُوتًا هَلْ غُبِيْتِ؟
فَاليواقِيتُ الآنَ قَلْبِي وَ حُبِّي = هَا هُما يَشْفِيَانِ إذْ مَا شَقِيْتِ
فَاسْكُبِي فِي الجِرَاحِ دَمْعِي وَعودِي = تَلْقِيْنَ الحَيَاةَ شَهْدًا رَوِيْتِ
هَلْ تَمَنْطَّقْتِ حَبْلَ هِجْرَانِنَا أَمْ = غَرَّكِ الصَّبْرُ مِنْ فُؤَادٍ كَوِيْتِ
قَدْ تَهَادَى كَالأُمْنِيَاتِ العَذَارَى = يَكْتُبُ الحَرْفَ عَاشِقًا مَا هَوِيْتِ
قُلْتِ لِي: عِشْ كَمَا تَشَاءُ اللَّيَالِي = أَنَّكِ الآنَ عَنْ هَوَايَا غَنِيْتِ
قَدْ شَرِبْتُ المُرَّ الَّذِي قَدْ أَتَانِي = مِنْ وِدَادِ المُحِبِّ ذُلاً سَقِيْتِ
واكْتَفَيْتُ الأَحْزَانَ ثَوْبًا غَلِيْظًا = لَفَّنِي مَا سَأَلْتُ مَاذَا كَسِيْتِ
فَاعْلَمِي أَنَّنِي غَدًا سَوفَ أَنْضُو = ثَوبَ عِشْقٍ غَلَّ المَدَى مَا مَشِيْتِ
فارْحَلِي عَنِّي واحْذَرِي مِنْ دُعَائِي = فِي دُعَائِي نَارَ الجَوَى مَا لَقِيْتِ
حِيْنَ تَلْقِيْنَ الهَجرَ مُرًّا فَقُولِي: = كَمْ سَقَيْتُ المُحِبَّ لَيْلَ المَقِيْتِ
فاحْصُدِي مَا زَرَعْتِ قَلْبِي سِنِيْنَا = وانْدَمِي لَيْتَكِ الهَوَى قَدْ دَوِيْتِ
لَيْتَنَا كُنَّا قَدْ حَفَظْنَا العهُودَ = وارْتَمَيْنَا عَلَى ودادٍ ثَبِيْتِ
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
1 يونيو 2014