وحدنا كنا
أعرفُ البابَ الذي منهُ الرياحُ = سوفَ تأتي تكسرُ الأقداحَ عمْدا
ثمَّ تمضِي تغمسُ الرَّاحَ الجراحَا = وحدنا كُنَّا على الأبوابِ عوْدا
لا يلينُ العمرَ إنْ مالتْ علينا = كلُّ أغصَانِ الضَّنا بردًا وشرْدَا
تصفعُ الرِّيحُ الذي فينا مكينٌ = كالليالي تَأْسرُ الأيَّامَ عبْدَا
كي يميلَ الميْلَ عنَّا في خضوعٍ = قد تُذيبُ القلبَ أو تُصليهِ رعْدَا
يا شبابِي لستُ أخشى البابَ بابي = بلْ أخافُ الرِّيحَ تَأْتِي منهُ وعْدَا
تَسكنُ الكفَّ التي كانتْ عمادي = تجرحُ القلبَ الذي قد كانَ عهْدَا
ما لِعودِي قد ذوى منْ بعد شدوِي = ما لِنورِي قد خبا قد كانَ سعْدَا
كُنتُ وحدي أفتلُ الصَّبرَ الحبَالا = لا أُبالي إنْ أَردتُ الشمسَ نهْدَا
إنْ كسوتُ الدَّربَ خطبًا لا أُبالي = حيثُ أَنِّي قد أخذتُ الحقَّ وِرْدَا
وانتقيتُ الصَّعبَ حلمي والصِّحابَا = وارتديتُ الشَّوكَ كُمًّا صارَ وَرْدَا
أَعرِفُ البابَ الذي منهُ الأماني = سوفَ تَأْتِي نحو عمرٍ كانَ نِرْدَا
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
27 مايو 2014