لما عرفت الحب
ليتني لمَّا عرفتُ الحبَّ بابًا = للضنى أنكرتُهُ العمرَ الجميلا
وانثنيتُ الليلَ أمحو من فؤادي = كلَّ وشمٍ دقَّهُ الكفَّ النحيلا
أشربُ الصبرَ الذي كانت جفوني = تزدريهِ، الآنَ قد صار السبيلا
لا ألومُ النفسَ إنْ رامتْ فضاءًا = أو أرادتْ للنوى شطًّا طويلا
قد سئمنا يا فؤادي من غرامٍ = قد رماني في الربى وردًا عليلا
فاصفرارُ الوردِ من جفني قريبٌ = قد غدا في مهجتي زهرًا نبيلا
ثم ردَّ اللونَ في خدِّي حزينا = مثلما ضعنا أضاعَ السلسبيلا
هكذا الحبُّ الذي قد كانَ فينا = مثل أوراقِ المنى لحنًا جليلا
في ليالي العشقِ يشدو بالأغاني = ناثرًا أشعارنا نثرًا جميلا
في عيونٍ قد روت روضي خمورا = إذْ كأنَّا للهوى صرنا الخميلا
مالذي يا قلبُ فينا قد تغيَّرْ؟ = فانتبهنا حين مزَّقنا الأسيلا
أنَّ خدَّ الحبِّ من ماءِ الشجونِ = قد حرصنا في صبانا أنْ يسيلَ
بين أعطافِ الوجودِ الحلوِ دينا = يحتسي منهُ النّدى صفوًا أصيلا
ليتنا لمَّا غدونا عاشقينا = قد كسونا عمرَنا عمرًا بديلا
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
3 أبريل 2014