خَيلٌ عِرَابِ
نَطَقَ الصَّخْرُ : كَفاكُمْ مِنْ سَرَابْ = قَد دَنَا مِنْكُمْ بِأَدوَاءٍ عُجَابْ
رَدَّدَ ( النِّيلُ ) النَّدَا ، وَ اللَّيلُ يُخْفِي = بِالظَّلَامِ صَيْحَ غَوْثٍ ، وَ اغْتِصَابْ
مَالَنَا يَا ( رَبِّ ) صِِرنَا فِي شِقَاقٍ = ( نِيْلُ مِصْرَ ) الحُرِّ يَحْيَا بِاغْتِرَابْ
ثُمَّ صَالَتْ فُرقَةٌ فِينَا وَ جَالَتْ = وَ أَخٌ يَرمِي أَخَاهُ بِالسِّبَابْ
عَصَفَتْ فَتْوَى بِأُخْرَى دُونَ (عِلْمٍ) = وَ سَبيلٌ غَيْرُ مُجدٍ فِي الخِطَابْ
كَفَّرَ النَّاسُ أُنَاسًا دُونَ وِزْرٍ = وَ انْتَهَى وَعْدٌ إِلَى دَرْبٍ غِلَابْ
احْتِضَارُ الحَقِّ أمْ قَيْدٌ وَ سَوْطٌ = قَد رَمَى ( الشَّعْبَ ) بِأَوصَافٍ كِذَابْ
لَمْ تَعُد أَرضٌ ، وَ شُطْآنٌ بَزَهْوٍ = أُفُقٌ ، وَ البَدرُ فِيهِ بِحِجَابْ
وَ دُرُوبٌ فِي حِدَادٍ وَ ظَمَاءٍ = وَ قُلُوبٌ بِمَخِيفٍ وَ اْضْطِرَابْ
( مِصْرُ ) كَانَتْ فِي وِدَادٍ ، وَ وَفَاءٍ = بَاسِمٌ فِيهَا المَسَاءُ بِالصِّحَابْ
وَ لَهَا فِي الكَونِ عِشْقٌ ، وَ هَيَامٌ = وَ أَمَانٌ ، وَ سَلَامٌ فِي ( الكِتَابْ )
كَيفَ ضَاقَ بالمُنَى أرضٌ ، وَ بَحْرٌ = وَ امْتَطَينَا الوَهمَ يَعدُو لِلسَّرَابْ
هَلْ رَضِينَا أنْ يَكونَ الحُرُّ عَبْدًا = بِانْتِقَامٍ ، وَ انِشْقَاقٍ ، وَ خَرَابْ
كَيفَ قَالُوا: البِشْرُ آتٍ ، وَ ازْدِهَار = ( نَهْضَةٌ ) تَعلُو بَأرضٍ لِلْهِضَابْ
سَوفَ يَغدُو الحُبٌّ أَهْلاً وَ ، رِفاقًا = نَقْهَرُ الظُلْمَ ، وَ عِزٌّ بِانْتِصَابْ
وَ القُلُوبُ فِي عَزِيفٍ ، وَ ابْتِهَاجٍ = سَوفَ يُسْقَى كُلُّ وَادٍ فِي سِغَابْ
وَ انْتَبَهْنَا فَإذَا اليَومُ كَأمْسٍ = بِلْ غَدَا أزْرَى ، وَ أَشْقَى مِنْ يَبَابْ
سَدَّدُوا صَوبَ الأمَانِي سَهْمَ حِقدٍ = وَ نُفُوسُ الشَّعبِ حَسْرَى فِي غِضَابْ
أَينَ إِيِمَانٌ سَرى فِينَا دُهُورًا = شِرعَةُ (اللهِ) وَ قَلبٌ فِي مَتَابْ
سُنَّةٌ ( لِلمُصْطَفَى ) فِيهَا مَفَازٌ = وَ وفَاقٌ دَامَ فيِنَا كَالصِّحَابْ
كَادَ (نَهْرٌ) أَنْ يَجِفَّ الحُبُّ فِيْهِ = وَ فِعَالٌ عَانَقَتْ نَهْجَ الذِّئَابْ
حِينَ تَمْحُو كُلَّ وِدٍّ ، وَ وَفَاءٍ = حِينَ يسرِي الظُّلمُ حَدًا كَالحِرَابْ
قَد بَلَغْتِ الرُّشْدَ يَا (مِصْرُ) بِشَعْبٍ = وَ سَقَا فَجْرٌ المُنَى خَيْلَ الْعِرَابْ
ثَورَةٌ قَامَتْ بِقَومٍ مِثْلَ طَوْدٍ = كَي تُعِيدَ الحَقَّ يَزهِي كُلَّ بَابْ
بعْدَ صَبْرٍ صَارَ إِثْمًا ، وَ احْتِضَارًا = هَبَّ ( نَهْرُ النِّيلِ ) يَشْكُو مِنْ ضَبَابْ
لَا تَقُولُ الرُّوحُ إِلَّا إسْمَهَا ( مِصـْ = رُ ) وَ هَامَاتُ الوَفَا فَوقَ الصِّعَابْ
تَرْفَعُ الأَعلَامَ عِشْقًا وَ حَنِينًا = فِي سَبيِلِ المَجْدِ تَغدُو كَالقِضَابْ
قَد أَضَاءَتْ فِي مَسَاءٍ صَفَحَاتٍ = قَد زَهَا البَدرُ بِهَا فَوقَ السَّحَابْ
حَقَّقَ الأَبطَالُ حلْمًا بِاقْتِدَارٍ = ( جَيْشُ مِصْرَ ) الحُرِّ ، أَوفَى مِنْ صِحَابْ
فَاسْلَمِي يَا ( مِصْرُ ) رُدِّي كُلَّ بَاغٍ = وَ احْمِلِي الرَّايَاتِ تَطوِي نَهْجَ غَابْ