رَغَبَاتٌ
وَ مَضَى لَهِيِفُ القُربِ يَغْفُو بِالظُّنُونْ = وَ يُحَدِّثُ الحُلْمَ الَّذِي بِينَ الجُفُونْ
وَ أتَى بِمَاضٍ قَد زَهَتْ أَيَّامُهُ = وَغَشَى وَجِيبَ القَلبِ وَعدٌ كَاليَقِينْ
وَ مُرَابِطٌ عِنْدَ الجُسُورِ بِمُنيَةٍ = دَمْعٌ يُخَالِطُهُ الرَّجَا بَينَ السُّكُونْ
وَ يُسَافِرُ الجُرحُ الَّذِي صَرَخَاتُهُ = بَينَ الضُّلوُعِ - تَصِيحُ قَهْرًا مِنْ شُجُونْ
فَاضَتْ بِهِ العَبَراتُ تجَري كَاللَّظَى = وَ تُعَاتِبُ الأَقدَارَ عَنْ جَدوَى الحَنِينْ ؟
وَ إِلَى مَتَى نَمضِي بَأَطْيَافِ المُنَى = وَ العُمرُ نَجْوَى الوَهْمِ يَحْيَا كَالسَّجِينْ
صَرَخُ الأَسَى ، و سَفَائِنُ الهَجْرِ اشْتَكَتْ = يَا قَلبُ أَمسَى الوَجدُ فِينَا كَالحَصِينْ
وَ الصَّبرُ نَارٌ تَغْتَلِي ، وَ أَتَتْ عَلَى = زَهْرِ اللَّيَالِي وَ الهَوَى – رَغمَ الهُتُونْ
أَقدَارُ تَجرِي بِالجَفَا أَو بِالصَّفَا = مَا نَحنُ لِلأَقدَارِ إلاَّ طَائِعُونْ
رَغَبَاتُ نَفْسٍ فِي الوُجُودِ – عَلِيلَةٌ -= تُخفِي الرَّجَا والغَيبُ يَدنُو بِالأَنيِنْ
وَهْمٌ ، سَرَابٌ – تَستَحيِلُ بِهِ المُنَى- = وَ الحُلْمُ يَغشَى لَهْفَةَ القَلبِ الحَزيِنْ
نَادَى مُنَادٍ – أيُّهَا الرُّوحُ الَّذِي = طَابَتْ لَهُ دُنيَا الهَوَى وَ العَاشِقِينْ
كَمْ آنَسَ الغُصْنُ النَّدَى- وَ رَبِيعُهُ- = طَافَ الوُجُودَ بِرفقَةِ السِّحرِ المَكِينْ
أَسَرَ القُلوبَ بَديعُ أَزهَارِ الرُّبَا = وَ الطَّيرُ شَادِيةٌ عَلَى دَِوحٍ فَتُونْ
أَسرَابُهَا عِندَ المَغِيبِ كَصُورَةٍ = مَرسُومَةٍ بِبَهَاءِ شَادٍ لِلفُنُونْ
وَ كَأنَّهَا أَطفَالُ تَغدُو صُحبَةً = تَشدُو الصِّبَا وَ لِقَاءَ يَسمُو – لَا يَخُونْ
وَ البَدرُ عَانَقَ بِالهَوَى ، نهرًا صَفَا = وَ جَرَى بِهِ حَيثُ التَقَى بالسَّاهِرِينْ
يا أَيُّهَا الشَّادِي بِآمَالِ الدُّنَا = أُذكُرْ مُلُوكًا إِنْطَوَوا طَيَّ السِّنِينْ
إنَّ المَنَايَا وَ البَرَى دَارٌ لهمْ = سَقَطَ القِنَاعُ وَ بَانَ زيفُ الدَّارِعِينْ
إنَّ المَصِيرَ ، يَصِيرُ فِينَا تَائِهًا = مِثْلَ التَّمنِّي فِي دُرُوربِ الحَائِرينْ
تَتَأرجَحُ النَّزَعَاتُ ، يَصبُو لَهْفُهَا = رَغَبَاتِ ذَاتٍ يَجْتَبِيهَا الطَّامِحُونْ
وَالمُلْكُ فِي الأَرْجَاءِ، وَهمٍ قَد سَرَى = سَاقَ الرَّعِيةُ -لِلفنَاءِ – الحَاكِمِينْ
وَ استَكْبَرَ الضُّعفَاءُ بَعدَ تَحَرُّرٍ = وَ اسْتَعْبَدُوا الأَخْيَارَ فِي دَربٍ مَهِينْ
سُنَنُ الدُّنَا مُتَغَيْرَاتٌ كَالقُلُو = بِ – مُيُولُوهَا رَهْنِ الغَوَى ، تُدمِي الوَتِينْ
فَادْرأْ جُنُوحَ النَّفسِ عَن دَربِ الهُدَى = فِي مُنْتَهَى الأَمْرِ – احْتِضَارُ الآمِلِينْ
وَ الغَافلِيِنَ – هُمَا سَواءٌ فِي دُّنَا = لَم تُبْقِ غَالِي ، أَو رَخِيصٍ بِالسِّنِينْ
لَا تَأتَمنْ رَغَباتِ رُوحٍ قَد صَبتْ = فَغَدًا تُفَارِقُهَا إلَى وَعدٍ مُبِينْ
لِلْحَقِّ سَوفَ تَعُودُ جَاثِيةً إِلَى = رَبِّ الوَرَى ، رَبِّ الدُّنَا وَ العَالَمِينْ