انهضي يا مصرُ
انهضي يا (مِصرُ) منْ لَيلٍ طويلٍ = وَ ارفعي الرَّاياتِ تَزهي بالوِئَامِ
وَاستَفيقي ، وَاستَرِدَّي شَمسَ مجدٍ = إنَّ عَينَ الشَّرِ ترنُو مِنْ غَمَامِ
إنَّ نَار الغَدرِ تَسِري في خَفَاءٍ = وَ الرَّدى يصبُو لِدمعٍ ، وَ انهزامِ
يا بَلادِي أنتِ طُهرُ الحقِّ يزهي = لاتَهَابي مَنْ أتَى فَاهَ المُدَامِ
إنْ رَمَاكِ البَاطلُ اليَومَ بِسوءٍ = فالحمَى زادٌ بِرَوحٍ ، وَحُسَامِ
وَ انْتِصَارٍ فَوقَ شَرٍّ ، خَابَ سَعيًا = عَادَ مهزُومًا ، بِذِلٍ ، وَ سَقَامِ
لَنْ تهُوني ، يَا مُرَادَ العَينِ يَومًا = يفتَديكِ الشِّبلُ عَدوًا لِلحِمَامِ
في القلوبِ ، العشقُ يغشى كل نبضٍ = في فؤادٍ ، مثل جُرحٍ بالتئامِ
دُرَّةُ الكونِ ، وَأعلامُ الخوالي = يا ( عرُوسَ الشَّرقِ ) يا سعدَ ابتسامي
نيلكُ الجاري أمدَّ الأرضَ خيرًا = في عيونِ البدرِ يجري كالهُمَامِ
في الكَرى ، أو في الخيالِ ، وَالرُّؤى – ما = حدَّثتْ نفسٌ نرى وجهَ انقسامِ
أشهرَ الأعداءُ باسمِ مصرَ حقدًا = صار يسري كالوباءِ ، وَالسِّمامِ
حارَ فكرٌ ، كيف صارتْ (مصرُ) نجوى = لاحتجاجٍ ، وَاعتصامٍ ، وَخِيامِ
ما عرفتِ الجُحدَ ، أو وأدَ الأماني = ما لبستِ الحُزنَ منْ أجلِ الطُّغامِ
أرجفَ الغدرُ قلوبَ النَّاسِ عَمْدًا = حرَّمَ النَّومَ على أيكِ الحَمامِ
عصفَ الشَّرُ بأحلامِ الكرى حيـ = نَ استغاثَ الفجرُ أستارَ الظَّلامِ
وَرأيتُ الجُرحَ في الصَّدر عميقًا = وَالهَوى يأسو ، وَحزنٌ كالضِّرامِ
فَتَنُوا (النِّيلَ) بوهمٍ ، وَسرابٍ = صار كاللَّيثِ القعيدِ بِكِلامِ
وَأسيرٍ ظامئٍ عند فلاةٍ =قد رنا صوبَ السَّماءِ لجَهَامِ
وَسقيمٍ يستغيثُ هالكًا ، والـْ = قلبُ يشكو نبضاتٍ باحتدامِ
وَالأسى يزجي الجوى في أضلعٍ مِن = صرخِ قومٍ باختصامٍ ، وَترامي
وَتمنَّيتُ ركوبًا لجِهَادٍ = فَسكوتٌ مثلُ زَودٍ عَنْ حَرامِ
قد دعوتُ اللهَ صدقًا ، وَ رَجَاءً = أفتدي (مصرَ) الهوى ، مهدَ الغرامِ
فإلى أينَ الطَّريقُ وَالوَهى ، وَالْـ = خُلْفُ ما زالَ يَضِنُّ بالوِئامِ
فَاذكُري كيفَ شَدا التَّاريخُ عشقًا = إسمَكِ الحاني بعزٍّ ، وَ قَوَامِ
وَاذكري كيفَ دنا المجدُ وفاءً = وَ مشى فخرًا إليكِ بهيامِ
واذكري قوميةً دامتْ منارًا = ويدًا تبني ، وَ أخرى بِسلامِ
فإذا كانت سهامُ الغدر نارًا = فسهامُ الحقِّ دومًا باضِّطرامِ
فانهضي يا (مصرُ) منْ دربِ العَوَادي = فالأعَادي ، كالأفَاعي بالرِّجَامِ