واعديني
وَاعِدِيْنِيْ
مَوعِداً لا اللّيلُ يَدرِي
كيفَ نَمضِيْ في طريقٍ
مُقفِرٍ قد زَرعْنَاهُ
سوسَنَاً أو ياسَمِيْناً
من رغيدِ المُزْهِراتِ
يا حَبِيباً
تَيَّمَ العطرَ السكيبَ
فوق هُدْبٍ
من فرَاشَاتِ الغمَامِ
وَاعِدِيْنِيْ
مَوقِداً في برْدِ هجْرِي
عن عُيُونٍ في شِتَاءِ الأُمنِيَاتِ
زَمْهرِيرٌ رامَ أنْفِي
فاكْتَوِيْتُ الحًبَّ نَاراً
فاكْتَفَيْتُ
من عَذَابِي في رحيقِ الأُغنياتِ
وانْتبهتُ
وَاعِدِيْنِيْ
واكتُبِي فوق الصّوارِي
قصّةَ الحبّ الّذي شاعتْ أغانيهِ العِذَابِ
وارسُمِيْني
فوق شفرِ الموجِ غُصنَ البُرتُقالِ
لا يزال العمر يجري
في سناكِ
فاتحاً في صمتِ عُمرِي
مرصداً للأُمسياتِ
واكتُبِيني
شوكةَ الليمونِ عاتي
إكتُبِيني
حرفكِ المجنونِ آتي
وَاعِدِيْنِيْ
رحمةً للعاشقينَ
موئلاً يحوي ملايين الغزالاتِ الفُراتِ
رُكن داري
قبلةً للرّاحِلينَ
صوبَ غاباتي طواحينَ المساءِ
كاشفينَ البحر عِشقاً
في رُخامٍ لا نهائي
بين خوفي واشتهائي
تائباً توبَ المُلاقينَ الهناءَ
في الصلاةِ
عائذاً بالأسودِ الغافي على بابِ المماتِ
كوكباً يأوي إليهِ
ألفُ بيتٍ من قصيدِ الأغنياتِ
وَاعِدِيْنِيْ
واعذُرِيني
إنّني مازال نبضي
نبضُ آتي.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر